top of page

(ميهاميد)

هو النطق الأمريكى لأسم محمد، أنسحب الينا عن طوع و سماحة، وجدناه اشيك واعذب جرسا، إن خاطبنا فلاتى بقول (مهمدو)، أستنكرنا قوله وجلسنا الساعات الطوال نلقنه (قول مححح—ممم-مد)، اما ابن العم سام فله العذر، ولإبنته العذر المضاعف، خاصة( البيضاء)، وإمعانا فى درء الحرج، و تاكيدا لفرحنا وإعجابنا، فنحن على استعداد لتغيير اسماءنا، على ان تظل حلالا، والإعتراف (بعضمة) اللسان (دونا عن العالم فالسنتنا منبنية على عظم )، نسجل بقناعة كاملة على الرسائل المسجلة بهواتفنا:

(هالو..ذيس ايز ميهاميد ..كول باك)

وانمسخ على هذا النسق عوض الى (هاوارد)، و ميرغنى ود ام الحسن، الى (مارقانى)، و برز (مامود)، (ابدول)، و(كِدِر) بكسر الكاف وتسكين الراء، (اوزمان) او عثمان الطيب فى زمانه، ثم (هماد) راجل آمنة، (سالا) وهو فى العهد القديم صلاح، وهذا مألوف لدى الدناقلة، ولكن المعنى بها صالح حين لم يخترع صلاح بعد، (اوما) ثالث الخلفاء الراشدين، ( هوسين) و(هاسان) رضى الله عنهما، اما على فهو (آلى ) تماما، وتحول مكى الى (ميكى )، وعباس الى (آباس) جمع إبس؟ وابتسر عبد العزيز الى (ازيز) ناعم، وكان اخانا (عبد الله) سعيد بأسمه الأطلنطى (ابدابلاب)، ومصطفى قانع ب (مستيفا)، و بلغ اليأس بصديقنا مدنى حامد مدنى، مبلغا من جراء إسمه الأخضر الأسايلى الجديد (مادانى)، فسمى نفسه (مايك) حتى صدق فصدقنا، (مايك دخل مايك مرق)، فأنكبت عليه حسان ميريلاند من كل فج مظلم، وعادل قنع من الغنيمة ب (اديل)، وفخرى تحول الى كلمة نابية، و(ماجوب) اخرج بشق الأنفس من داخل محجوب، ومامون فهو (مو): وكذا محمد عند الدلع، وتصحب ذلك غالبا كلمة (بيق) فهو (بيق مو)، و تدعمت الفكرة بقناعة غير معلنة، (اسمى ده كان تاعبكم سوو فى الدايرنو، ديبورتيشن ما معانا)، أو هى بشارة مولد للمثل الأطلنطى (عربى فالعب به انت والأولاد كما تشاء). وفى الكتابة الأفرنجية تحور جلال إلى  (قلال)، وجمال الى (قمال)، و(عبد المقيد)، (ناقى)، (ماقدى)، (نقاة) و(نقلاء)، (نقم الدين)، (قاد الله)، (ابد الكاليق)، وبالمقابل تحول عبد القادر الى (ابد الجادر)، (جريب الله)، (المجداد شيك الدين)، وقرشى إلى (جرشى)، وجبار الى (قبار)، و(بكيتة) و التى كانت حتى عهد قريب بخيتة . إلا اننا طمعنا فى رؤية إسم (الجاغريو ) بعد (الأبديت)، منقوشا على القرين كارد فما تأتى لنا الفرح، ولكن اتى علينا دهر اتيح فيه لنا التخلص من حمولة الأسماء الرباعية، وحتى السباعية، والتى ظللنا ننوء بحملها مثل صخرة (سيزيف) ابا عن جد، مشبكة متراكبة ومتفرعة متسلسلة وذات نهايات غير سعيدة معظم الأحيان: (محمد عبد الله محمد حسن عبد الحميد طايوق) ! او (محمود بابكر عوض الله صالح قوشام)، أما كل حمولة الشاحنة، او ان تكتفى بالاسم الأخير، والذى دائما ما سبب التعاسة، وكلا الحالتين لا تجوزان فى بلاد العم سام الرقمية، والتى تحترم الإختزال، والإختصار، (جى لو ) عند ذكر (جينيفر لوبز)، (أم جى ) مايكل جاكسون، ونحن فى جوفها نتصيد الرزق نتعثر فى أسمال أسلافنا الذين لا يودون الفكاك، و جلهم مغرم بالبقاء فى مركبة الخلود، وقد قمت شخصيا كبادرة اولى لدخول السيستم بأغتيال (السر)، مخالفا بذلك لكل القواعد الختمية الراسخة، ثم قضيت على جدى (مهامد ود الملك الهاسان)، فتسنى لى ان ازج بأسم لطيف خفيف داخل الدوائر المربعة المحدودة فى كل الأمكنة، من (السوشا سكيرة)، كما يسمى المهاجرون اليمانيون (السوشال سكيوريتى)، وحتى بطاقة المكتبة العامة، وقد نسى الناس بتقادم العهد ودون اسف يذكر، (تاج السر حسن محمد الملك الحسن طمبل صبير طه حجر تنقلة)، وانتقلوا بسلاسة لى (تاج اتش الملك)، حتى ابنائى، فلذات كبدي، انطلت عليهم مسحة التجميل، فما عرفوا بسر (ابو السرة)، او (السرير البدق ود بت ناس قرير)، كما تمنت لى جدتى، و(السرور)... الخ الخ.. ولا عرفوا بأسلافى الذين بإمكانهم إرسال البخرة عبر الإيميل، ولا صعب عليهم (ترويب الماء) !!!

وقد قضى اخينا (كمال طيفور)، على كل الأسماء التى مهدت للنقلة العظيمة، من الطيفورية الشرسة، الى وداعة إسم (كمال)، والتى نفترض انها اتت على النحو التالى: (كمال احمد عبد الرسول ود الفضل الصعيلابى طيفور قباض التماسيح)، وذلك اكثر إيضاحا للايفوليوشن الطبيعى للاسماء، منذ ايام الفرذدق وحتى العصور الحديثة، وبأستطاعة شجرة نسب كهذه، ان تتسبب فى إيقاف أعتى كمبيوترات الجوزات والهجرة، وخفضا لهذه المعاناة، فقد قنع كمال بالتناقض المشهود بين كمال وطيفور، وكفى الله المؤمنين شر القتال.

وقد اجتهدنا كلنا، آباء و امهات، فى تجريد واشتقاق اسماء لأبنائنا وبناتنا، تروق للسمع الفرنجى، مع الإحتفاظ بحلاليتها فى المقام الأول، تمشيا مع فكرة اللحم الحلال، والذى يباع فى البقالات الحلال، بغرض جمع المال الغزير الحلال، والذى يجوز فى سبيله بيع البسكويت بعد إنتهاء مدة صلاحيته الحلال، وذبح خراف الضحية بالريموت كنترول الحلال، ومنع بيع التمباك للمشترين بادنى من حدود الصرف الحلال.

bottom of page